Sunday, April 5, 2009

طرطق أذنيك، إفتح عينيك : تضرِب ستُضرَب

يا الله، أعود لأتجشم عناء إفهامك، برغبتى، لكم يفعل المرء مرغما أشياء يأباها، لا لشئ إلا أنه قد غلبته عاطفة ما أو يتلمس طريق غائمة ووعرة وراء سر ما، وأنا منهم، لذا سأستكمل لك حوار الأمس، كنا نتكلم عن كينونتك وفقرك المطبق وضحالة معرفتك وتدنيك الاجتماعى وغير هذا من علل تتناوب شخصك المنسحق، وقلنا أنك فى هذه الحال بسببك أنت، رغم أننا أكدنا أن حميرا أخرى أكثر غنى وسلطة وأجمل وأشيك منك أيها البائس تتحلى بخلق معدوم وضمير مثقوب كالإسفنجة، تتعيش من عللك وتعمل على استمرارها حتى لا تبرأ أبدا من خيبتك القوية.

ولنستكمل هذا الأمر دعنا نقل... أو لا تدعنا نفعل شيئا، أنت تدرى حالتك جيدا ولا تنتظر أن يجئ آخر ليقول لك ما تحسه ويحرق قلبك ويدفع بالدموع لمآقيك. دعنا إذن نتحدث عن تبعات عللك وخيبتك، هذه أشياء ربما لا تحسن أيها البعيد رؤيتها وتغمض عليك، ولا تعيها. أنت تسمع هذه الأيام عن إضراب ستة إبريل، لا تضحك، لعل ما يدور برأسك هو أنك مضرب بالسليقة، فلا عمل ولا علم ولا صحة، حتى مسمى مواطن يبدو اعتباطيا حين يقترن بك، لكنك أمام القانون محسوب علينا مواطن، فلما لا نستكمل هذا الواقع الافتراضى ونعتبرك كذلك ونتعامل معك على أنك مواطن، الاضراب يقوم به مواطنون، وأنت الآن بحسب ما أسلفنا واحد منهم، لك بحكم الدستور حقوقا وعليك واجبات، منها أن تدلى برأيك فى الشئون العامة، بالطبع تلك الشئون التى يحتكرها حمير أرقى حالا وأقل خلقا وضميرا كما قلنا، يستغلونك ويهيمنون على مواردك وحقوقك، ويضيفون لواجباتك أعباء ينوء بها ظهرك الحميرى.

يضربون لأن الإضراب مهم، تعبير بسيط عن الاحتجاج، وضعوه تحت شعار حقنا وهاناخده، الحق فى العمل والأجر العادل والتعليم الجيد والصحة والأشياء كلها التى تشكل عللك وخيبتك التى أسلفنا وأسهبنا فى شرحها، بالطبع ذاكرتك الخنفسائية لا تتذكر ما قلناه. حسنا، لنكمل مع علمنا أنك لم تعى ما سبق، الحزب الوطنى الذى لا تنعم بنعيمه المقيم ولا بعضوه المستقيم، أقصد عضويته كرجل مستقيم، مارس أخطر أشكال الذكاء الحميرى وقرر الحزب الحاكم إطلاق حملة تحت مسمى "عطاء الشباب"؛ لإزكاء روح الانتماء الوطني للشباب".
ليوحى أن المضربون لا يطالبون بحق، بل يسعون للإثارة والبلبلة، بالطبع لا تفهم معنى الكلمتين الأثيرتين على ألسنة أطناب الحزب، وفمهم الكبير، صديقك الحمار العتيد تامر أمين، إثارة تعنى أنك تطالب بحق ليس لك، وتزعم حرمانك منه وهو فى الحقيقة فى يدك، فهل فى يدك عقد عمل بأجر عادل أو فى عقل نتاج معرفى حصلته من خلال تعليم جيد، وهل ينفس صدرك أوكسجينا أم صديد وفيروسات بسبب افتقادك لأدنى الخدمات الصحية، إن كان حالك تمام وجهرت بمطالبة كهذه فأنت مهيج للناس، ومثير للبلبلة، وأنا لا أدرى أصلا لكلمة بلبلة، لعلها من صدح البلابل أو ما شابه،

وزارة الداخلية قامت بدور وقائى وإيجابى يصادر على رفساتك وتشليقاتك وجنوحك فبدأت مديريات الأمن في وضع ملصقات داخل الجامعات والكليات وتجمعات الشباب بالتعاون مع الطلاب وأسرهم الذين ترعاهم، رعاها الله، لإثناء حمير الجامعة عن المشاركة في الإضراب من هذه الملصقات ما يقول: "الشباب الصح.. شباب يبني مش يهد.. شباب بيحب مصر"، و"هنشتغل وهنبني مصر.. مفيش إضراب
".
السؤال هو أين الحمير وفرقها التى تزعم أنها وراء حقك، بالطبع حقك لم تطلبه وهم طلبوه نيابة عنك، لم
تطلبه لأنك حقيقة حمار واعتبارك مواطنا هو من بابا الاعتباط، ولكونك تجهل حقك وتخاف من لسع الكرابيج على ظهرك، ولأنهم يتقاذفونك، أنظر، هاهو أخوك الإخوانى يقول أن الإضراب فكرة لم تطرح على الجماعة من الأساس، وإنما سمعنا عن هذا الإضراب من جهات مختلفة، كأن الأمر لم يمر عليه عام ن التحضير بعد الإضراب الأول، ويردف قائلا وكل الدعوات التي وجهت للجماعة لم نعرفها إلا عن طريق وسائل الإعلام؛ لذلك فلا ندري ما هو الهدف من هذا الإضراب؟ ولماذا في هذا الوقت ؟ وما هي آليات تنفيذه؟ كأنه لم يقرأ ولم ينخرط زملاؤه فى حوار حول الأمر عبر الاذاعات والجرائد والفضائيات، وأضاف: "مع تأكيدنا أهمية الإضراب كوسيلة احتجاج، إلا أن إضراب 6 إبريل القادم أشبه بدعوة دون تحديد مهامها أو أهدافها، وإذا ما طبقنا عليه القواعد الذي سبق أن أوضحتها الجماعة نكتشف أننا لا نعرف الوسائل ولا الأهداف، ولم ينسق معنا أحد في هذا الشأن، ولا نعرف النتيجة التي ستئول إليه، وبالطبع لن نشارك فيه وفي نفس الوقت لسنا مسئولين عن إفشاله؛ لأننا لسنا الجهة الداعية إليه، وعلاقتنا به من خلال وسائل الإعلام فقط

كلام معقول يا هذا لكنه يتناقض مع أبسط أشكال التعبير عنك، فلو كنت حمارا إخوانيا تعانى وتشارك أهلك الحمير عللهم، فإن هذا التصريح من هذا الرجل كأنما يوحى أن الإخوان يعبرون عن فصيل آخر لا ينتمى للمجتمع الذى تنتمى إليه أيها الحمار العزيز.

ولو كنت حمارا متدينا غير سلفى فلن تسير وراء الإخوانجية من الحمير، وأنا أعرفك وفيك أمارات ميول صوفية، وقد سمعت أحدهم يقول باسم الجمعية العمومية لإدارة شئون مشيخة الطرق الصوفية: إن "الإضراب غير مفيد، ويعد استقواء على الدولة بتدخل من الخارج".
وأكد في الوقت نفسه أن عدم مشاركة الصوفية في الإضراب ليس سلبية، وإنما التزام بمبدأ صوفي وهو عدم استخدام العنف كآلية لتحقيق الهدف.
وأنت حمار مرتجف وتعرف أن الاستقواء بالخارج يعنى خيانة الوطن، ويعنى التعاون مع القوى الاستعمارية، ولا تدخلنى فى جدل أن الحزب الوطنى أرسل الحمار الصغير ليشد أواصر التعاون والاستقواء بالخارج، فأنت لست عضوا فى الحزب الوطنى ولذا ليس لديك ميزة مناقشة شئونه الخاصة، وأنت حمار هادئ وغير عنيف، فمن يضربون متطرفون عنيفون كما قال الحمار المتحدث باسم المشايخ الصوفية، جاء وقتك لأن تسكت قليلا، قلت لك اخرس واسمع

ستقول، وأنا مالى يا عم، هذه العبارة الحميرية العويصة، وكأننى أدعوك للاحتجاج، الاضراب سيجعلك عرضة للضرب، وأنت جبان حذر، لكن عليك أن تعلم ان هناك محتجون مهنيون مارسو الإضراب ونجح كثيرون منهم فى تحصيل حقوقهم ، صيادلة سائقون معلمون أطباء محامون عمال نسيج محاسبون مأمورى ضرايب عمال شحن أساتذة جامعيون بائعون وغيرهم، وبالمناسبة هناك إحصائية سأتلوها عليك رغم علمى أن الحمير لا تفهم فى لغة الأرقام، وأنهم ينسونها بسرعة كبيرة، ولا تعنى لديهم شيئا، 1609 حركات احتجاجية جرت يا هذا خلال الفترة بين عامي 2004 و2008، فضلا عن الإضرابات والاحتجاجات التي جرت في مطلع 2009. ومنها إضراب إبريل القادم فى الغد

لماذا يضرب الحمير إذن، وأنت يا هذا مواطن حمار كما اتفقنا، عليك أن تفكر وأن تسعى لإجابة، وأنا واثق أن عقلك الفقير وغباؤك غير المسبوق سيدلانك على الطريق العثرة وسيضلانك بلا جدال، وساعتها ستأتينى لتستلهم منى الحكمة، ولأنه قدرى فسأجيئك لأفهمك ما اغلق فهمه عليك يا هذا

أهلا يا هذا


فى الحقيقة، لست أدرى ما الذى يدفعنى لأن أخاطب كائن غبى لا يعى مثلك، ربما هى الأقدار التى تدفعنى دوما نحو أشياء لا أرغبها، أو آنف منها، أو لأقل لك، لعلها حسناً فعلت، ثمة حكمة وراء هذا لا أدركها، ربما جاءت بى لأكلمك بدلاً من أن تنفجر بغيظك وكتمانك ، وحنقك من أن الجميع يتجاهلونك، وهم، رغم أنهم لا يقلون غباء عنك بحال، يتصنعون الذكاء والعقل، وهم فى الحقيقة يخادعون أنفسهم، وكان حرى بهم أن يعترفو مثلك بكونهم حميرا عنيدة وغبية، يتعالون عليك ويرفضون مجرد الاستماع إليك أو محادثتك، بينما أنا الذى قذفت به السماء ليتعاطف مع حالتك، ويتعطف عليك بمبادلتك أطراف الحديث فى كل شأن من شئونك وكل خاطرة قد تلف بها رأسك العتيقة، وسيسمعك إن أردت أن ترغى وتزبد وتستعرض جهلك المطبق وغباءك المستحكم.

لا تسأل، فبكل التأكيد أنا أذكى منك، ومخاطبتى لك هى من باب التعطف والتفضل كما أسلفت موضحا، فلا تحسب كلماتى هاته قلة أدب، أو نتاج غرور، فكرت وأنا أهم بالكتابة لغبى مثلك أن أدعوك صديقى، لكننى خفت - وأنت الغبى - أن تظننا بهذا نقف على قدم المساواة، ونتبادل أطراف الحديث من موقعين متساويين، لكن هذا أبعد ما يكون عن الحقيقة، ولن يحصل أن تعلو رأسك لتقف بمحاذاة رأسى، ونصيحة لحمار مثلك، احن رأسك، وافتح أذنيك وتعلم، والزم الصمت حتى تنتهى حكمتى من الرسوخ فى رأسك الضعيف، قررت أن أخاطبك بيا هذا، فهل يعجبك هذا يا هذا؟..لا تثر غضبى، كن لطيفا واجعلنى أسمعك تنهق علامة الإيجاب.

لعل سؤالا ملحا يدور الآن برأسك، وماذا بعد هذه المقدمة الطويلة، حسنا، سنجعل موضوع التدوينة هذه قصيراً، فأنا أعلم أن مساحة استيعابك محدودة للغاية، وسأبدأ من أول شئ قد دار برأسك، من أنت أيها الحمار، سؤال عن كينونتك الحميرية، والسؤال حتما معبر عن غباء مطبق ألم بدماغك، لكننى مجيبه لا محالة، فلما لا والإجابة أوضح وأجلى من أن نبحث عنها، أنت يا هذا مخلوق مهمل، لعلة فيك، فقر، ضحالة تعلم ومعرفة، صحة معتلة، تدنى اجتماعى، لا ضابط ولا رجل أعمال ولا عضو نيابى فى عائلتك البائسة، حرمان من عضوية الحزب الوطنى الديمقراطى ولجانه وصولجانه، وبالطبع ضلال عن طريق الصعود والنجاح، انسحاق تحت حاجاتك الأساسية.... فقدان لأمل، كل هذا، كل هذا. هذه العلة تدفع الآخرين، الذين أوضحت لك كونهم لا يفرقون فى كينونتهم الغبية عن كائن مثل، لكنهم استثناء تحلو بالنباهة الجزئية أو لتقل بصريح العبارة افتقروا للأخلاق، وانعدمت ضمائرهم. لا أود أن أسمعك تتعالى وتفاصح وتقول الأخلاق أفضل، فهذا لا يحتاج لعبقرى أيها الحمار المأفون، اخرس قليلا واسمع، لا توحى لى بأنك تحسن الاختيار بين نقيضين، فلو كان ذلك كذلك فما الذى أجلسك أمامى وجعلك تفتح أذنيك الكبيرتين هكذا، سأريحك، الأخلاق أفضل، وأتجعل المرء أكثر اتساقا مع ما يقتنع به عقله وتتوق إليه نفسه من مثل، طبعا من العبثى أن أقف لأتلو على مسامع حمار مفاهيم راقية مثل كلمة مثل وأخلاق، لكن ماذا عساى أن أفعل، ستسأل ولما ألف وأدور، حسنا سأختصر الطريق، أعلم أن الحمير تكره الطرق الملتوية، لكن قل لى بربك، وهل نعيش فى مجتمع قد يحيا فيه رجل خلوق، وينهض بعيشته دون أن تنغص الحمير عديمة الأخلاق عليه حياته. وأنت لا تستطع أن تهزمهم، وعار على أن أدعوك للانضمام إليهم، فما هو البديل والطريق الثالث بين هذه وتلك إذن. هذا ما سأخبرك به يا هذا فى تدوينتى القادمة إليك، أعلم أنك متعجل ونزق، التدوينة القادمة ستستكمل توصيف حالتك المستعصية أيها الحمار.