Sunday, April 5, 2009

أهلا يا هذا


فى الحقيقة، لست أدرى ما الذى يدفعنى لأن أخاطب كائن غبى لا يعى مثلك، ربما هى الأقدار التى تدفعنى دوما نحو أشياء لا أرغبها، أو آنف منها، أو لأقل لك، لعلها حسناً فعلت، ثمة حكمة وراء هذا لا أدركها، ربما جاءت بى لأكلمك بدلاً من أن تنفجر بغيظك وكتمانك ، وحنقك من أن الجميع يتجاهلونك، وهم، رغم أنهم لا يقلون غباء عنك بحال، يتصنعون الذكاء والعقل، وهم فى الحقيقة يخادعون أنفسهم، وكان حرى بهم أن يعترفو مثلك بكونهم حميرا عنيدة وغبية، يتعالون عليك ويرفضون مجرد الاستماع إليك أو محادثتك، بينما أنا الذى قذفت به السماء ليتعاطف مع حالتك، ويتعطف عليك بمبادلتك أطراف الحديث فى كل شأن من شئونك وكل خاطرة قد تلف بها رأسك العتيقة، وسيسمعك إن أردت أن ترغى وتزبد وتستعرض جهلك المطبق وغباءك المستحكم.

لا تسأل، فبكل التأكيد أنا أذكى منك، ومخاطبتى لك هى من باب التعطف والتفضل كما أسلفت موضحا، فلا تحسب كلماتى هاته قلة أدب، أو نتاج غرور، فكرت وأنا أهم بالكتابة لغبى مثلك أن أدعوك صديقى، لكننى خفت - وأنت الغبى - أن تظننا بهذا نقف على قدم المساواة، ونتبادل أطراف الحديث من موقعين متساويين، لكن هذا أبعد ما يكون عن الحقيقة، ولن يحصل أن تعلو رأسك لتقف بمحاذاة رأسى، ونصيحة لحمار مثلك، احن رأسك، وافتح أذنيك وتعلم، والزم الصمت حتى تنتهى حكمتى من الرسوخ فى رأسك الضعيف، قررت أن أخاطبك بيا هذا، فهل يعجبك هذا يا هذا؟..لا تثر غضبى، كن لطيفا واجعلنى أسمعك تنهق علامة الإيجاب.

لعل سؤالا ملحا يدور الآن برأسك، وماذا بعد هذه المقدمة الطويلة، حسنا، سنجعل موضوع التدوينة هذه قصيراً، فأنا أعلم أن مساحة استيعابك محدودة للغاية، وسأبدأ من أول شئ قد دار برأسك، من أنت أيها الحمار، سؤال عن كينونتك الحميرية، والسؤال حتما معبر عن غباء مطبق ألم بدماغك، لكننى مجيبه لا محالة، فلما لا والإجابة أوضح وأجلى من أن نبحث عنها، أنت يا هذا مخلوق مهمل، لعلة فيك، فقر، ضحالة تعلم ومعرفة، صحة معتلة، تدنى اجتماعى، لا ضابط ولا رجل أعمال ولا عضو نيابى فى عائلتك البائسة، حرمان من عضوية الحزب الوطنى الديمقراطى ولجانه وصولجانه، وبالطبع ضلال عن طريق الصعود والنجاح، انسحاق تحت حاجاتك الأساسية.... فقدان لأمل، كل هذا، كل هذا. هذه العلة تدفع الآخرين، الذين أوضحت لك كونهم لا يفرقون فى كينونتهم الغبية عن كائن مثل، لكنهم استثناء تحلو بالنباهة الجزئية أو لتقل بصريح العبارة افتقروا للأخلاق، وانعدمت ضمائرهم. لا أود أن أسمعك تتعالى وتفاصح وتقول الأخلاق أفضل، فهذا لا يحتاج لعبقرى أيها الحمار المأفون، اخرس قليلا واسمع، لا توحى لى بأنك تحسن الاختيار بين نقيضين، فلو كان ذلك كذلك فما الذى أجلسك أمامى وجعلك تفتح أذنيك الكبيرتين هكذا، سأريحك، الأخلاق أفضل، وأتجعل المرء أكثر اتساقا مع ما يقتنع به عقله وتتوق إليه نفسه من مثل، طبعا من العبثى أن أقف لأتلو على مسامع حمار مفاهيم راقية مثل كلمة مثل وأخلاق، لكن ماذا عساى أن أفعل، ستسأل ولما ألف وأدور، حسنا سأختصر الطريق، أعلم أن الحمير تكره الطرق الملتوية، لكن قل لى بربك، وهل نعيش فى مجتمع قد يحيا فيه رجل خلوق، وينهض بعيشته دون أن تنغص الحمير عديمة الأخلاق عليه حياته. وأنت لا تستطع أن تهزمهم، وعار على أن أدعوك للانضمام إليهم، فما هو البديل والطريق الثالث بين هذه وتلك إذن. هذا ما سأخبرك به يا هذا فى تدوينتى القادمة إليك، أعلم أنك متعجل ونزق، التدوينة القادمة ستستكمل توصيف حالتك المستعصية أيها الحمار.

No comments:

Post a Comment